مرحبا

مواضيعنا متخصصة بجميع مجالات الانتاج الحيواني المتخصصة (ابقار،اغنام وماعز ، ابل، دواجن، ثروة سمكية)
بالاضافة الي بعض التخصصات المساندة المختصة بالثروة النباتية والمائية والبيئية بشكل عام

الأحد، 7 فبراير 2010

سفينة الصحراء - للمهندس احمد عبد الرضا اتش


هذا الموضوع بمثابة رد على احد المسئولين وهو للاسف مسئول عن الانتاج الحيواني ببلده ولا يقدر قيمة الابل ويعتبره حيوانا صحراويا مثل الضب والجربوع ولا يعتبره حيوانا انتاجيا علما ان بلده خصصت حيازات خاصة لمربي الابل في عدة مناطق وهو للاسف يعتبر المشرف على هذه الحيازات ولكن اذا وجد السبب بطل العجب ففاقد الشيء لا يعطيه

سفينة الصحراء
مقدمة:
إن الله سبحانه وتعالى يأمرنا في القرآن الكريم أن نتدبر خلق الإبل ورفع السماء ونصب الجبال وتسطيح الأرض في آيات متتابعات من سورة الغاشية بدأ الله تعالى بخلق الإبل قبل الجبال والسماء والأرض ، قال تعالى " أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت" سورة الغاشية – 17 – 20 ، وذكرت أسماء الإبل المختلفة 13 مرة في القرآن الكريم بدون تكرار و 55 مرة مع التكرار.
وفيما يلي ملخصا يتناول بعض المعلومات عن هذا الحيوان العجيب وما به من إعجاز رباني في الخلق والتكوين وما به من أسرار تنفع الإنسان في عصرنا الحديث كما نفعته في غابر الزمن.

ألفاظ الابل في القرآن الكريم
1. الابل:
قال أهل اللغة: الإبل لا واحد لها من لفظها وهي مؤنثة لان أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت لغير الآدميين فالتأنيث لها لازم ،والجمع آبال.
وفد ورد لفظ الإبل في القرآن الكريم في موضعين هما قوله تعالى ] ومن الإبل اثنين [ (الأنعام:144) وقوله تعالى : ] أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت [ (الغاشية : 17) .

2. الناقة:
هي أنثى الجمل ، وهي تدل على المفرد وجمعها نوق
ولفظ الناقة ورد في سبع مواضع ، مرتان في سورة الأعراف ومرة في كل من السور التالية : هود – الإسراء – الشعراء – القمر – الشمس . وكلها تشير إلى ناقة النبي صالح عليه السلام ، كما في قوله تعالى: ] واتينا ثمود الناقة مبصرة [ (الإسراء :59) ، وقوله تعالى : ] هذه ناقة الله [ (هود :64).
3. العير:
وقد ورد في القرآن هذا اللفظ فقط في سورة يوسف ثلاث مرات وتعني القوم الذين معهم أحمال من الميرة وتقال للرجال والجمال معا أي تعني الإبل المحملة بالطعام أو الميرة.
4. البدن:
إما هذا اللفظ فقد اتفق أهل اللغة انه يقع على الإبل او البقر أو الغنم وسميت بذلك لعظم بدنها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ، ثم راح فكأنما قرب بدنة" رواه مسلم.
5. الجمل:
ورد اسم الجمل مفردا بالنص الصريح مرة واحدة في قوله تعالى :] إن الذين كذبوا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين[ (الأعراف:40)
6. الهيم:
قال تعالى : ]فشاربون شرب الهيم[ (الواقعة :55) وتعني الإبل العطاش.
7. البعير:
وتعني الجمل أو الناقة ، وورد ذكر هذا اللفظ في القرآن الكريم مرتين في سورة يوسف.
قال تعالى:]ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم قالوا يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير ذلك كيل يسير[ (يوسف :65)
وقال تعالى : ]قالوا تفقد صواغ الملك ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم[ (يوسف:72)
8. الأنعام:
وهي الإبل والبقر والغنم والماعز ، وقال اعل اللغة إن أكثر ما يقع هذا الاسم على الإبل .
قال تعالى :]والانعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون[ (النحل:5)
وقد ذكر هذا اللفظ 26 مرة في موقع مختلفة من القرآن الكريم.

وهناك ألفاظ أخرى وهي : البحيرة والسائبة و الوصيلة والحام (قال تعالى "ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون" (المائدة : 103)

إحصائيات:
يبلغ عدد الإبل حاليا حوالي 20 مليون رأس منها 14 مليون في المنطقة العربية (أي 70% من ابل العالم) . تحتل الدول العربية الأفريقية المركز الأول وتضم 75% و تليها الدول العربية الآسيوية 25%.
من الدول العربية المشهورة بتربية الإبل تأتي الصومال في المرتبة الأولى (54%) تليها السودان (26%) ثم موريتانيا (7.3%) ثم ليبيا وتونس والسعودية ومصر والجزائر والإمارات .
ومن الدول الغير عربية التي توجد في أراضيها أعداد متميزة من الإبل : الهند ، باكستان، منغوليا، أثيوبيا وكينيا
الشكل الخارجي للجمل:

إن شكل الجمل غريب لا يشبه الحيوانات الأخرى فهو كبير الحجم مرتفع ذو قوام عالية ورقبة طويلة تنتهي برأس صغير نسبيا وهو من الحيوانات اللبونة المجترة التي تلتهم الطعام ثم تعيد اجتراره مرة أخرى، ولو نظرنا إلى الحيوان نظرة فحص وتأمل لوجدنا أجزاء جسمه متباينة في الحجم فله أذان صغيرة وذيل صغير ولكن كتلة الجسم كبيرة والرقبة طويلة والقوام عالية وله سنام في منتصف ظهره أو سنامين . إن هذا الحيوان العجيب أودعه الله سبحانه وتعالى فنراه في بعض صفاته المظهرية والفسيولوجية مشابها للحيوانات الأخرى ولكن تجده في صفات أخرى يختلف عنها ليعلن عن فرديته التامة في كثير من الأمور التي لازال البعض منها غير واضحة التفسير ، وكلما تقدم الإنسان وتعمق في بحوثه العلمية البيولوجية ظهرت له أسرار هذا الحيوان الفريد جل تعالى في قدرته وفعلا تجسد الإعجاز الإلهي في خلق البل كما سنلاحظ لاحقا.
بعض الصفات الخاصة بالإبل:
1. الأسنان: يوجد في الإبل 3 أنواع من الأسنان هي القواطع والأنياب والأضراس بينما في بقية المجترات لا توجد لها أنياب.
2. المعدة المركبة: الكرش والشبكية والمعدة الحقيقية وتكون الورقية أثرية بينما في المجترات الأخرى تتكون المعدة من 4 أجزاء من ضمنها الورقية.
3. لا توجد مرارة (الحويصلة الصفراء) في الإبل.
4. الإبل له قوائم طويلة تنتهي بالخف وهو بمثابة الحافر للحصان والظلف للأبقار والأغنام وفي الجمل تغطي السلامية القاصية بطبقة مقترنة تدعى الظفر وسلاميات إصبعي القدم الأخرى مغطاة بوسادة ذات تقرن طري يسمى الخف وهو الذي يتسع امتدادا لكي يستطيع الجمل السير على الرمال مهما كانت ناعمة.
5. الجلد مكسو بالوبر وهو كثيف في الإبل ذات السنامين وتوجد مناطق متقرنة في الجلد تسمى الوسائد تقع في الجهة الصدرية والبطنية والقوام وهذه الوسائد تساعد الحيوان عند الجثوم على الأرض لامتصاص الصدمة وكذلك لمنع احتكاك الجسم مع الرمل الساخن صيفا.
6. الشفة العليا مشقوقة وتكون لينة وسريعة الحركة ويوجد في باطن الفم غطاء مخاطي كثيف وهذه الميزات وغيرها تساعد الإبل في الاستفادة من الأشواك في غذائها.
7. الغدد اللعابية في الثديات ثلاثة أزواج بينما يوجد زوج رابع في الإبل يسمى الغدد الضرسية إضافة إلى 100 مليون غدة لعابية مساعدة في جدار الكرش مما يساهم في إفراز سوائل تتجمع في قاع الكرش وهذه تفيد في استمرار عمليات الهضم مهما كانت حالة الارتواء عند الحيوان.
8. توجد تجاويف في منطقة الأنف تساهم في تبريد المنطقة وبالتالي تبريد الدم الذاهب إلى المخ يكون ملائما للحفاظ عليه من التأثير الضار لحرارة البيئة الخارجية.
9. الرقبة الطويلة في الإبل تساهم في موازنة الحيوان عند النهوض وتعمل عمل الرافعة الآلية حيث إن الإبل هو الحيوان الوحيد الذي تحمل عليه الأحمال وهو جالس إلى إن ينهض بحمله بسهولة.
10. يوجد كيس (طرف حلقي) في فم الذكور وهذا الكيس يشبه البالون يخرج من الفم عند الهياج أو التنافس مع الذكور الأخرى في موسم التناسل.
11. نسبة الأرباع الأمامية في ذبائح الإبل تكون أعلى من الخلفية عكس ما هو في الأبقار والأغنام وغيرها من المجترات.
12. يحدث الحمل في القرن الأيسر من الحمل دائما وان حدث في الجانب الأيمن فانه يهلك ولو حدثت الاباضة في المبيض الأيمن فإنها تهاجر إلى الجانب الأيسر.
13. الكريات الحمراء في دم الإبل ذات خصائص فريدة منها أنها ذات فدرة فائقة على البقاء سليمة في المحاليل الملحية دون أن تنكمش أو تتفجر وذات قدرة على امتصاص الماء والانتفاخ بمعدلات عالية ثم إنها أكثر عددا وذات قدرة اكبر مما في الإنسان أو الحيوانات الأخرى على امتصاص الأكسجين وتحتوي على تركيز عال من الهيموجلوبين قريبا من سطح الكرية الحمراء مما يسهل خروج الأكسجين إلى خلايا الجسم ، وكذالك لكرات الدم القدرة الفائقة على إيقاف النزف الذي يمثل اخطر الأسباب في فقد السوائل.
14. الصفائح الدموية في كل مليمتر مكعب من دم الإبل يزيد عددها على ضعفي ما موجود في دم الإنسان وهذه الصفائح مهمة عند النزف إضافة إلى احتواء دم الإبل على مركبات تمنع تجلط الدم (عنصر التجلط الثامن يبلغ نشاطه ثمانية أضعاف نشاطه في الإنسان).
كيف يقي الجمل نفسه من حبات الرمال في الصحراء؟
حبات الرمال في الصحراء تعد مشكلة عند السير عليها أو عند هبوب الرياح القوية حيث تصبح كأنها وابل من الرصاص مكيف تتعامل الإبل لوقاية نفسها من هذه الرمال أو بأسلوب آخر كيف أودعها الله تعالى من الميزات والصفات ما جعلها تستطيع التكيف مع هذه المشكلة ؟
• قوائم الجمل طويلة لترفع جسمه والرقبة طويلة لذا الرأس يكون مرتفعا 2 متر عن سطح الأرض مما يجعله بعيدا عن حبات الرمل عند هبوب الرياح.
• يستطيع غلق المنخران حيث يكونان على شكل شقين ضيقين محاطين بالشعر وحافتهما لحمية مما تجعل عملية الإغلاق تامة إذا أراد الجمل ذلك.
• رموش العين طويلة وذات طابقين بحيث تدخل الواحدة بالأخرى فتشكل واقيا تمنع دخول حبات الرمل إضافة إلى علو الرأس عن الأرض
• ذيل الجمل صغير ويحمل على جانبيه الشعر مما يجعله حامي للمنطقة الخلفية للحيوان.
• وجود الخف الذي يحضن أقدام الجمل وهو وسادة عريضة لينة تتسع عندما يدوس الجمل بها فوق الأرض ومن ثم يستطيع السير فوق أكثر الرمال نعومة وهو ما يصعب على أي حيوان سواه ثم إن القوائم الطويلة تساعد الجمل في اتساع الخطوات وخفة الحركة مما يجعله يصل إلى هدفه بسرعة وبذلك يتخلص من عوائق العواصف وذرات الرمل.
• يعتمد الجسم الثقيل عند البروك على وسائد من الجلد القوي السميك وهذه الوسائد تهيئ الجمل لان يبرك فوق الرمال الساخنة التي كثيرا ما لا يجد الجمل سواها مفترشا له فلا يبالي بحرارة الرمال ولا يصيبه منها أذى.
تناسل الإبل:
الإبل موسمية التناسل في كلا الجنسين ويمتد موسم التناسل من سبتمبر حتى مارس وطول دورات الشبق 24 – 28 يوم وتبقي الانثى في حالة شياع 5 – 7 يوم.
ويكتمل النمو الجنسي في عمر 3 سنوات ولكنها لا تلقح إلا بعد اكتمال النمو الجسمي في عمر 4 – 5 سنوات ، ومتوسط فترة الحمل 370 يوم أي حوالي سنة واحدة.
ويترافق موسم التناسل مع الولادة في القطيع حيث نجد أن موسم التناسل فيه نياق تتلقح وأخرى تلد وهذا الموسم يكون عادة في موسم الأمطار ووفرة الغذاء.
تلد الأنثى مولود واحد كل عامين وتكون لكل أنثى ستة ولادات طوال عمرها الإنتاجي مع وجود بعض الاستثناءات والتوائم نادرة في الإبل والنسبة الجنسية 50% والبويضة لا تفرز عند الأنثى إلا بعد الجماع كما في القطط.
تجرى عملية انتخاب دقيقة لاختيار الذكور الجيدة واختيار الذكر يتعدى المظهر والشكل إلى إنتاجية الأم من الحليب وحجم الأب وقد تتعدى معايير انتخاب إلى الأسلاف . يتم التخلص من الذكور البالغة إما بالبيع أو الخصي ، ويبقى ذكر التلقيح 7 سنوات علما بان عمر 6 سنوات يكون الذكر في قمة النضوج الجنسي.
تتغير سلوكية الذكور في موسم التلقيح والتناسل حيث يصبح خطرا وتكون من الصعوبة قيادته وتعض الذكور بعضها البعض ، وفي حالة الهياج يخرج كيس منفوخ من جانب الفم يطلق عليه الطرف الحلقي ويصاحب ظهور الكيس صوت مزعج ويسيل اللعاب من الفم وتوجد إفرازات كريهة تخرج من غدد قرب الأذنين وتكون غامقة اللون ويحك الذكر منطقة الغدد بأي شيء قريب ، وعند التقرب من الذكر تكون رائحته منفرة لان البول المتجمع على الذيل ينتشر في المنطقة الخلفية من الحيوان ويحرك ذيله لنشر بوله على الجسم كله ويقف الذكر وسط القطيع مع انفراج في القوائم الخلفية، والية الجماع تكون في حالة البروك وليس الوقوف كما في الأبقار .
من مشاكل الإبل في الحمل هي وجود الحمل الكاذب خاصة إذا كان الذكر عقيما ويستمر هذا الحمل 30 يوم ومن المشاكل أيضا وجود الحمل في القرن الأيمن حيث يهلك الجنين بعد 40 -50 يوم من الحمل.
من المشاكل أيضا أن حيامن (الحيوانات المنوية) ذكور الإبل تتصف بقلة عددها وتكون اصغر من حيامن حيوانات المزرعة الأخرى وصفاتها لا تشبه حيامن الثيران أو الكباش ، وكيس الصفن الذي يكون في موقع قريب من فتحة الإخراج كما في الكلاب ، ووزن الخصيتين في موسم التناسل يكون اكبر من المواسم الأخرى.
تتأثر الإبل بعدد ساعات الضوء والظلام حيث أن زيادة ساعات الإضاءة في اليوم لها تأثير سلبي على فسيولوجيته وخاصة بما له علاقة بالتناسل.
بصورة عامة تعتبر الكفاءة التناسلية في الإبل منخفضة لان الناقة تضع أول مولود لها في عمر 6 سنوات ثم تلد الآخر بعد عامين،
تستطيع المواليد أن تبدأ بالرعي عند عمر 1 -2 شهر إلى جانب اعتمادها على الحليب. تستمر فترة الرضاعة 12 شهر أي تفطم بعمر السنة.
قدرة الإبل على تحمل الجوع والعطش:
تتمتع الإبل بصفات فريدة لا نظير لها في الحيوانات الأخرى تمكنها من التكيف مع ظروف العطش أو الجفاف في الأجواء الحارة حيث تفقد 30% من سوائل الجسم أو حوالي 40% من وزنها الحي ورغم ذلك تبقى حية أما الإنسان والحيوانات الأخرى فان فقد 10% من سوائل الجسم فان ذلك غالبا ما يؤدي إلى الهلاك.
وفيما يلي بعض المقارنات بين قدرات الإبل والإنسان في مجال القدرة والتحمل:
1. في حالة العطش الشديد فان كمية اللعاب تنخفض وتكون قليلة بحيث لا يستطيع الإنسان من عملية البلع بينما الإبل يبقى فمها رطبا وتستطيع الأكل وبلع الطعام مهما اشتد عليها العطش ويعود ذلك إلى سببين وهما:
• استمرار عملية الاجترار وهذا يساعد على بقاء الفم رطبا.
• وجود مادة اليوريا في لعاب الإبل ومن صفات اليوريا الاحتفاظ بالماء.
2. في ظل الأجواء الحارة وبدون ماء فان أقصى ما يستطيع الإنسان مقاومته هو البقاء يوما أو يومين على قيد الحياة بينما الإبل تبقى عدة أسابيع بدون ماء في ظروف حرارية مرتفعة وقلة غذاء.
3. إذا فقد الإنسان 5 % من ماء الجسم فقد صوابه وحكمة الأمور وإذا فقد 10 % صمت أذناه ويأخذ بالهذيان ويفقد إحساسه بالألم (وهذا من رحمة الله) . وإذا بلغت النسبة 12% فيستحيل عليه النجاة حتى وإن وجد الماء، بينما الإبل تستطيع تحمل نقص ماء الجسم إلى 30% أو أكثر وتستطيع الارتواء بسرعة حيث يشرب الحيوان 200 لتر من الماء خلال دقائق دون إن يتعرض لمخاطر تخفيف سوائل الجسم الذي يتعرض له الإنسان العطشان المشرف على الهلاك حيث يعطى له الماء تقطيرا.
4. تستطيع الإبل العطشانة إن تطفي ظمأها من أي نوع من المياه حتى وان كانت مياه البحر أو ماء مستنقع شديد الملوحة أو المرارة بفضل استعداد الكلية لإخراج تلك الأملاح في بول شديد التركيز أما الإنسان الظمآن فان أي محاولة لإنقاذه بشرب الماء المالح تكون اقرب إلى تعجيل نهايته.
5. الإبل إذا تعرضت إلى بيئة شديدة الحرارة صيفا مع عدم وجود الماء فان نشاطها الجسماني والفسيولوجي لا يتأثر كثيرا وتفقد الكثير من وزن الجسم والماء الذي تفقده من الجسم يأتي من أنسجة الجسم وليس من ماء الدم إلا قليلا بينما الإنسان يفقد بسرعة من ماء الدم وبذلك يزداد تركيز الدم وترتفع حرارة الجسم ارتفاعا فجائيا لا تتحملها أجهزة الجسم خاصة الدماغ وفي هذا يكون الهلاك.
6. تستطيع الإبل الاستفادة من الماء الايضي المتحرر من تحلل دهون السنام بطريقة يعجز الإنسان عن مضاهاتها حيث تحترق الشحوم وتولد طاقة يستفيد منها الحيوان لمواصلة نشاطه الحيوي ويتحرر كذلك ثاني أكسيد الكربون الذي يتخلص منه الحيوان عن طريق الزفير ويتولد الماء لهذا فان السنام يستهلك في الإبل العطشانة والجوعانة ويميل إلى الجانب ليصبح كيسا متهدلا خاويا إذا طال الجوع والعطش.
7. الإبل لا تفرز إلا مقدارا ضئيلا من العرق عند الضرورة بفضل قدرة الجسم على التكيف مع المعيشة في ظروف الصحراء التي تتغير فيها درجة الحرارة بين الليل والنهار بينما الإنسان إذا تعرض لأجواء حارة فان عملية التعرق تكون كبيرة وشديدة مما يستهلك كمية كبيرة من ماء الجسم.
8. درجة حرارة الجسم في الإنسان 37 درجة مئوية وهي ثابتة بينما في الإبل تتغير من 34 – 41 درجة مؤوية حسب حرارة الجو لذا فان آلية تنظيم درجة الحرارة في الإنسان أكثر تعقيدا وتحتاج إلى الماء لإبقاء الدرجة ثابتة والإنسان إذا وصلت درجة حرارته 34 درجة مئوية أو 41 درجة مئوية يتوفى لعدم تكيفه مع هذه الحرارة.
كيف تستطيع الإبل من إعادة دورة الاستفادة من ماء الجسم وتحمل العطش الشديد في الأجواء الحارة ولعدة أسابيع؟
باختصار هناك عدة ميزات وصفات في الإبل تجعله قادرا على ذلك وهي:
• الجمل لا يلهث أبدا ولا يتنفس من فمه مهما اشتد الحر أو استبد به العطش وهو بذلك يتجنب تبخر الماء من الفم.
• لا يفرز إلا مقدارا قليلا من العرق.
• يستطيع جهاز تنظيم حرارة الجسم أن يجعل مدى تفاوت حرارة الجسم 7 درجات كاملة دون ضرر (بين 34 إلى 41 درجة مئوية ) وهذه الآلية تفيد في الاقتصاد بكمية لا بأس بها من الماء المستخدم في تنظيم درجة حرارة ثابتة.
• تفيد الشحوم المخزونة بالجسم في السنام في إنتاج الطاقة والماء.
• الكلية في الإبل لها استعداد خاص في تركيز البول أو قد يمتنع عن التبول إذا استمر العطش ، والإبل تستطيع شرب الماء المالح لان كلية الإبل تستطيع إخراج الأملاح مهما كان تركيزها.
• تستطيع الإبل أن تحبس كميات كبيرة من اليوريا وتوزعها على خلايا الجسم أو ترسلها إلى الكرش لكي تستعملها بكتيريا الكرش لبناء أجسامها وكذلك تعبر اليوريا إلى الدم لكونها صائدة للماء فتحافظ على حجم بلازما الدم.
• تستطيع الإبل أن تحبس سكر الجلوكوز في الدم بنسبة عالية بسبب العطش الشديد لان طرحة في البول يتطلب فقدان ماء بدرجة كبيرة وارتفاع السكر في الدم لا يصيب الإبل بصدمة مميتة كما في غيرها من الحيوانات وكذلك فان السكر يعتبر مادة صائدة للماء أيضا مما يحافظ على حجم بلازما الدم.
• يسبب العطش انخفاضا في إنتاج الحليب في الحيوانات الثدية بصفة عامة إما في الإبل فان كمية الحليب لا تتأثر كثيرا بسبب العطش وقلة الماء بل بالعكس تزداد نسبة الماء في الحليب إلى 90% حماية للرضيع من الجفاف.
• يساهم الوبر في حماية الجسم من الحرارة حيث يعتبر عازلا حراريا وله ميزة الابتلال عند التعرق أي العرق لا يتبخر من سطح الوبر وإنما من سطح الجلد وهذا يجعل من التعرق ميزة تبريد قوية في الإبل.
• تستطيع كريات الدم الحمراء أن تقاوم نقص الماء الشديد في الدم وفي نفس الوقت تقاوم عدم التمزق عندما تتورم وتصبح مكورة عند الارتواء السريع بعد شرب الماء.
• هناك امتصاص واسع في القولون وهذا يساهم في تقليل فقدان الماء من الفضلات حيث تكون شبه جافة.
• يمكن للإبل خفض عمليات الايض وبالتالي ينتج عن ذلك تقليل استهلاك الأكسجين أي قلة إنتاج الحرارة الداخلية وهذا معناه الاقتصاد في استهلاك الماء .


بعض الاسرار والفوائد للإبل:
• حليب الإبل يتميز بصفات خاصة إضافة لكونه مادة غذائية ممتازة حيث ثبت انه غذاء ودواء لأنه يحتوي على مواد مثبطة لنشاط البكتيريا ويحتوي علي نسبة كبيرة من الأجسام المناعية المقاومة للأمراض خاصة للأطفال حديثي الولادة.
• يحتوي حليب الإبل على كمية عالية من فيتامين ج مقارنة بأنواع الحليب الأخرى وهذه رحمة ربانية في تعويض البدو في المناطق الصحراوية حيث لا تتوفر الخضار والفاكهة.
• حليب الإبل غني بالكالسيوم والحديد.
• حليب الإبل يستخدم في علاج مرض السكري لان تركيب بعض الأحماض الامينية فيه تشبه هرمون الأنسولين.
• لحوم الإبل تحتوي على نسب قليلة من الدسم مما يقلل من ترسبها على الأوعية الدموية للإنسان والشرايين القلبية إضافة إن دهن الجمل يحتوي على أحماض دهنية غير مشبعة وبذلك يعتبر مضاد للسرطان.
• حتى بول الإبل له من الفوائد الكثيرة فكان اهل البادية يستخدمونه كثيرا وذلك لـ (يدهن لعلاج الجروح والتقرحات، ويغسل به الشعر ويدهن وذلك لتطويله وتفتيح لونه وإزالة القشرة, وكانوا يخلطون بول الإبل مع الحليب ويشرب لإزالة الأم البطن)


المراجع

إسماعيل، عبده إسماعيل. 2006. التداوي بألبان وابوال الإبل سنه نبوية ومعجزة طبية.
موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة . http://55a.net/firas/arabic

الصاوي , عبد الجواد. 2008. ألبان الإبل علاج من مرض السرطان، موسوعة الإعجاز
العلمي في القرآن والسنة . http://55a.net/firas/arabic

شحرور، عبد القادر. الإعجاز الإلهي في خلق الإبل . موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن
والسنة . http://55a.net/firas/arabic
مجمع اللغة العربية .1973.معجم ألفاظ القرآن الكريم. الجزء الثاني . الهيئة المصرية
للكتاب. ص79

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق